سورة الجاثية - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجاثية)


        


{هَذَا كِتَابُنَا} يعني ديوان الحفظة، {يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} يشهد عليكم ببيان شاف، فكأنه ينطق وقيل: المراد بالكتاب اللوح المحفوظ. {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي نأمر الملائكة بنسخ أعمالكم أي بكتبها وإثباتها عليكم.
وقيل: {نستنسخ} أي نأخذ نسخته، وذلك أن الملكين يرفعان عمل الإنسان، فيثبت الله منه ما كان له فيه ثواب أو عقاب، ويطرح منه اللغو نحو قولهم: هلم واذهب.
وقيل: الاستنساخ من اللوح المحفوظ تنسخ الملائكة كل عام ما يكون من أعمال بني آدم، والاستنساخ لا يكون إلا من أصل، فينسخ كتاب من كتاب.
وقال الضحاك: نستنسخ أي نثبت. وقال السدي: نكتب. وقال الحسن: نحفظ.
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ} الظفر الظاهر.
{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} يقال لهم، {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ} متكبرين كافرين.
{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا} قرأ حمزة: {والساعة} نصب عطفها على الوعد، وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء، {قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلا ظَنًّا} أي ما نعلم ذلك إلا حدسًا وتوهمًا. {وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} أنها كائنة.


{وَبَدَا لَهُمْ} في الآخرة {سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا} في الدنيا أي جزاؤها {وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.
{وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ} نترككم في النار، {كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} تركتم الإيمان والعمل للقاء هذا اليوم، {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}. {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} حتى قلتم: لا بعث ولا حساب، {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا} قرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وضم الراء، وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الراء، {وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} لا يطلب منهم أن يرجعوا إلى طاعة الله، لأنه لا يقبل ذلك اليوم عذرًا ولا توبة.
{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ} العظمة، {فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي، حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي، حدثنا أحمد بن حفص وعبد الله بن محمد الفراء وقطن بن إبراهيم قالوا، أخبرنا حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في واحد منهما أدخلته النار».

1 | 2 | 3